نادي بغداد السياسي هو مبادرة دولية مستقلة لتمكين السياسيين والباحثين وصناع القرار من إجراء النقاشات متعددة الأطراف حول المستقبل السياسي للشرق الأوسط حيث يجتمع الخبراء والباحثون والسياسيون وصانعي القرار على مستويات عالية في المدينة القديمة بغداد النابضة بالحياة على ضفاف نهر دجلة.
وقد بادرنا بتأسيس النادي عام 2018 ويعتبر هذا اول اجتماع له في العراق قلب الشرق الأوسط الذي هو في قلب الحدث فالبداية كانت من هنا ، لان الأحداث بدأت من هنا، وبعد تغيير عام 2003 الذي كان يفترض أن يكون بداية جديدة لعهد ديمقراطي عراقي يأخذ العراق نحو مرحلة جديدة ويؤسس لدولة حديثة معتمدةً على أسس علمية من خلال بٌنية فكرية تعتمد على مراكز بحثية رصينة تستطيع ان تتواصل مع منطقة الشرق الأوسط والعالم لتصنع ستراتيجيتها بناءاً على المصالح المشتركة و تفهّم كل طرف لمصالح الآخر . حيث ان التغيير كان يشكل عامل قلق لكل المنطقة بإعتبار أن كل دولة لها هواجسها ومصالحها الخاصة وامتداداتها الدولية ولم تُقرأ تلك الهواجس من قبل صناع القرار العراقي قراءة معتمدة على مراكز بحثية متخصصة بالشرق الأوسط وقضايا العالم ولم توضع لها برامج لمعالجة ما هو حقيقي وتبديد ماهو وهم من تصورات ولا يمكن تحقيق هذا الا من خلال مراكز متخصصة بشؤن دول شرق الأوسط وامتدادا إلى العالم تعمل على مد جسور التواصل وفهم الآخر من خلال الحوار المباشر وطرح المخاوف على طاولة النقاش بشكل واضح وصريح وللأسف الشديد لم يحصل هذا فازدادت الأمور تعقيداً ودخل العراق في مرحلة انهكته على كل المستويات وضرب الإرهاب كل مكان في العراق فتسبب بصناعة الخوف لدى الباحثين والمتخصصين الدوليين من محاولات الولوج إلى الساحة العراقية . وهو خوف مبرر ومقبول وغياب دور عراقي نخبوي بحثي تخصصي من التواصل معهم زاد الأمر تعقيدا مما جعل الباحثين الدوليين والمراكز البحثية الرصينة ان تفتح لها فروعاً في اقرب الدول على العراق والأكثر أمناً لكي تبحث عن معلومات تخص الشأن العراقي ومن المؤكد ان هذه المعلومات لن ترتقى إلى مستوى الدقة المطلوبة لدى الباحثين.
نحن في مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام ومؤسسة كاندد والجمعية الأوربية لتعارف الأديان نعتقد قد انه قد حان الوقت للولوج إلى الساحة العراقية ومنطقة الشرق الأوسط وولوج العراق إلى هذا العالم عالم الحوار العلمي والواقعي والصريح واعتماد مراكز الدراسات والابحاث العلمية المتخصصة والتواصل مع الآخر وقبوله وتفهم مخاوفه وطموحاته المشروعة ومد جسور التواصل مع الجميع وانطلاقاً من هذا الفهم بادرنا بتأسيس نادي بغداد السياسي لخلق مناخ امن يساعد على الحوار ويقدم كل التسهيلات لتحقيق ذلك الهدف الذي نامل ان نقدم من خلاله شيئا نافعاً للمنطقة وللعالم .. هي بداية صعبة وتحتاج الى تعاون لكنها مهمة جدا نرجو من الله التوفيق.