قال رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا إن الذي حدث في العراق او في اماكن متعددة في العالم هو خطأ في التشخيص لأننا لازلنا الى اليوم نجامل على حساب دماء الانسانية و لا اقول على حساب دماء عراقي بل على حساب الانسانية لان الذي يقتل في بريطانيا او امريكا او فرنسا او المانيا هو بالتالي انسان ، مضيفا خلا كلمته التي القاها في افتتاح الندوة الحوارية التي أقامها مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام في بغداد إن التطرف ينبع من جذرين اثنين الجذر الاول هو الجذر الديني أو الجذر الفقهي والجذر الثاني وهو المقوم للجذر الاول والذي يعطيه الصلاحية هو الجذر السياسي ، وأكد الشيخ الملا في ختام كلمته على ضرورة بذل الجهود واللجوء الى خيار المصارحة والمواجهة واستمرار العمل الدؤوب لمعالجة هذه العوائق شاكرا رئيس مركز بغداد الدولي الاستاذ عدنان الشحماني على الجهود التي بذلها لعقد الندوة التي تعد واحدة من سبل معالجة الفكر المتطرف الارهابي .
وفيما يلي نص كلمته :
بسم الله الرحمن ارحيم
السيد النائب سماحة الشيخ عدنان الشحماني مدير المركز
الاخوة الحضور جميعا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في مثل هذه اللقاءات وخصوصا ان الشيخ اشار الى ان هنالك نوع من الخصوصية والسرية الا ان هذا لايهمني كثيرا
ان ما اطرحه في هذه الدقائق السريعة المعدودة في موضوعة التطرف ومكافحة التطرف اذا اردنا ان نكافح التطرف سواء في العراق او في اي مكان علينا ان نشخص نحن حالنا كحال الطبيب فحينما تذهب الى الطبيب فتقول له عندي وجع في بطني فيشخص لك خطئا فيقول لك مثلا لديك مشكلة في القولون والمشكلة ليست في القولون وانما في المرارة هنا تحدث كارثة الذي حدث في العراق او في اماكن متعددة في العالم هو خطأ في التشخيص لاننا لازلنا الى اليوم نجامل على حساب دماء الانسانية لااقول على حساب دماء عراقي او يمني او سوري بل على حساب الانسانية لان الذي يقتل في بريطانيا او امريكا او فرنسا او المانيا هو بالتالي انسان .
التطرف ايها الاخوة ينبع من جذرين اثنين لا ثالث لهما الجذر الاول هو الجذر الديني وبين قوسين الجذر الفقهي وانا اتحدى كل علماء المسلمين ان يثبتوا لي تصرفا واحدا او جريمه واحدة اقترفتها عصابات داعش الارهابي خارج الارث الفقهي هذا غير موجود على الاطلاق كل الذي عمله داعش له علاقة بالارث الفقهي الموجود اذن التطرف ينبع من الجذر الديني والارث الفقهي الموجود في بطون الكتب اذا سمحتم لي ان اضرب لكم مثلا سريعا بالفقه الاسلامي لدينا موضوع التعزير هي عقوبة لكن هذه العقوبه جعلها المشرع مفتوحة تبدأ بقطع العنق وتنتهي بضربة خفيفة على الوجه فهي عقوبه مفتوحة ولذا عندما سالني احد الاعلاميين يوما عن سبب قطع داعش لاصابع الذين يدخنون السكائر فقلت لانهم يعتقدون بان التدخين حرام ونعم في الارث الفقهي هناك من يحرم التدخين ويحرم بيع السمكائر ويحرم مجالسة المدخن فهناك اذن عقوبة على المدخن فيحق للقاضي الداعشي ان يقطع اصابع المدخن حتى يتأدب ولايتصرف مرة اخرى، هكذا اذن نحن لم نعالج موضوعة الارث الفقهي خاصة بعد عام 2003 وتركنا العنان مفتوحا للمشايخ تضامنا مع الحرية المفتوحة في العراق فوقع الذي وقع .
قبل ايام معدودة جلست مع احد المسؤولين عن مؤسسة دينية حكومية مرتبطة برئاسة الوزراء فقال ياشيخ انا مسؤول عن المساجد في بغداد وقضاء واحد في بغداد فيه 420 مسجد منها تسعون مسجدا تحت سيطرة الدولة اما البقية فخارجة عن سيطرة الدولة فأين معالجة التطرف وكيف سنواجه التطرف ونحن في هذه الاشكالية اذن اخواني وبكل مصداقية وانسانية خذوها مني الجذر الأول للتطرف هو جذر فقهي اي سبب او علة يضعها المتحدثون او الباحثون انما ياخذنا لساحة بعيدة عن المعالجة اننا نريد ان نعالج .
حينما وقفت احدى الاخوات في قاعة الامم المتحدة وهي من العراقيات الايزيديات وقالت الاسلام اغتصبنا ، الاسلام قتلنا، انا تحدثت بعد ذلك في نفس القاعة في جنيف قلت هي تتحدث عن فقه هذا الفقه وضع في قفص وحبس سنوات عديدة لانه في الفقه الاسلامي اذا دخل الجيش الاسلامي الى منطقة لتحريرها من الكفار يعرض عليهم الاسلام وبعد ثلاثة ايام اذا لم يقبلوا الاسلام يقتل رجالهم وتغتصب نسائهم ويذبح اطفالهم وبالضبط هذا مافعله داعش مع اخواننا الايزيديين في سنجار فلماذا نقول ان هذه العصابات مرتبطة بالماسونية او بالصهاينة هذا كلام غير صحيح وفارغ لان عندك ارث فقهي عالج الارث الفقهي وان لم تعالجه سيبقى الذبح مستمرا في هذه البلدان .
اذن الجذر الاول حتى لااطيل عليكم هو جذر فقهي الان في العراق نموذجا منفلت ليس له محددات كل واحد يتكلم ويثقف بما يريد وعندي من الادلة والشواهد الكثير والجذر الثاني وهو المقوم للجذر الاول والذي يعطيه الصلاحية هو الجذر السياسي فاينما وقع توتر سياسي في اي بلد فستجد التطرف الديني فيه بارز وحتى اختم كلمتي اسمحوا لي ان اتكلم يصراحة ، في العراق الجديد اعطينا حرية ان نحترم خصوصيتنا بمعنى انه ليس عيبا علي اذا قلت لكم انني عراقي بصري مسلم سني فهذا عندنا اذا تكلمنا بها ليست مخالفة للقانون او الدستور فحينما استمع لنائب رئيس الجمهورية وهو يتحدث بحديث متلفز يسمعه جميع السنة وهو يتحدث من واشنطن بذات الحديث الذي تحدث به البعض عام 2004 الى 2007 ونحن الان في 2018 يتحدث عن حكم انفسنا بانفسنا طيب من الذي حكمكم ، المدن السنية محافظها سني ومجلس المحافظة اغلبية سنية ويقول بالنص ( نحن لانرضى ان ياتي شيعي ويتواجد في هذه المحافظات ) هذا كلام خطير على المجتمع وخطير علي انا كسني فحينما استمع لهذا الكلام اتثقف بثقافة هذا الرجل وهو نائب رئيس جمهورية فاذا اردت ان تعالج التطرف يجب ان تتحدث مع فخامة النائب وتقول له عليك ان تتحمل مسؤوليتك الانسانية والوطنية والقانونية هذا الكلام لايجوز فهذا يحفز الخطيب ان يصعد على المنير يوم الجمعه ليحفز الشباب على الاقتتال ولذلك انا أختلف مع الاخوة في مستشارية الامن الوطني بقولهم ان بعض المتطرفين يفعل الفعل وهو متعاط لعقارات الهلوسة او بسبب ضغط اقتصادي ابدا هو يفعلها عن اعتقاد كامل وجازم .
ايها الاخوة جذران مهمان اذا لم يعالجا في العراق بمساعدة الدول الاوربية وكل دول العالم وبمساعدة البرلمان العراقي والحكومة العراقية وهذه المبادرة نشكرعليها سماحة الشيخ عدنان الشحماني والاخوة الحاضرون وهذه ليست ببعيدة عنه وعن اهتمامته ولكن اذا لم نقف عند هذا الجذر ونعالجه فمثلا مصر عالجت هذا الجذر وبدأت به فعليا ايها الاخوة ولعلي اطلت عليكم اقول ان مصر دولة وحكومة وشعب اغلبية سنية وزارة الاوقاف لديهم سنية ليس فيها عالم شيعي واحد وزير الاوقاف المصري تحدث لي شخصيا قال اغلقت في الاسكندرية وحدها في يوم واحد اكثر من مئة وخمسون مسجدا وتكية وزاوية لانني قلت لرئيس الجمهورية هذه مخالفة للقانون ومخالفة للوضع السياسي والاجتماعي لاننا عندنا اقباط وغيرهم وهؤلاء يسيئون للطوائف والشرائع الاخرى فقال لي اغلقها . هذه الامر لم يحدث للاسف في بؤر الصراع الان في العراق انا لا اقول اغلقوا المساجد ففي النهاية انا امام مسجد ولكن اقول نظموا عمل المساجد انتم كحكومة وكبرلمان اطلقتم العنان ( اذهب انت وربك فقاتلا ) وبالتالي لديك قضاء واحد فية اكثر من ثلاثمئة مسجد خارجة عن سيطرة الدولة جذران مهمان وعوامل مساعدة اخرى ربما ساذكرها في مداخلة اخرى فنالك مرارة وهنال غصة في قلوبنا نعانيها منذ عام 2003 ونحن الان في عام 2018 ولكن البعض لايريد ان يستمع .
اختم لكم بعبارة ذكرها صاحب اهم مسجد في بغداد وهو الان مكرم ومعزز وله كل الامتيازات قالها في وقت حماسة المعركة مع داعش في معركة الموصل لانه كان يظن اننا سنخسر المعركة وماكان يدري ان العراق فية ابطال من القوات الامنية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي قال مخاطبا السنة ومن وسط بغداد ومن اكبر مسجد فيها قال ان اهل الموصل وقعوا بين رحمة داعش واخفاق الحكومة هذا لم يكن سكرانا او متعاط لعقار الهلوسة حينما تكلم هذا خاطب الجمهور واعطاهم رسالة واضحة ان داعش عنده رحمة والحكومة عندها اجرام واخفاق هذا الخطيب لايحاسب بل يكرم ويقرب ويخشى حتى من ان تدغدغ مشاعره .
ايها الاخوة قبل اسبوعين اعلن عن تشكيل مجموعة انطلقت من كردستان وهي مجموعة سنية اسمها السفيانيون اصحاب الرايات البيض هؤلاء سيعملون على الوصول الى مناطق بغداد والمناطق الغربية ودعشنة هذه المناطق التي نسيمها محررة .. الجهد كبير ونحن بحاجة للصراحة والمواجهة وعمل دؤوب لكي نزيل هذه المصدات، اتمنى ان اكون قد اوصلت لكم بعض الحقيقة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته