الجزء الثاني:
بعد أن انتهت الجلسة الاولى رفعت الجلسة للاستراحة والغداء بعدها عقدت الجلسة الثانية التي تم الاستماع فيها الى مجموعة اخرى من الباحثين كان اولهم الباحث الاستاذ الدكتور مهدي صالح الذي قال في ورقته البحثية أن في ورقته تتضمن جنبتين الاولى هي رأي السيد البدري والأخرى له شخصيا مردفا أن السيد سامي البدري الحسن أشار في كتابه عن الامام الحسن ع الى ان الامام إستمد روح صلحه وشروطه من تجربة جده المصطفى ص في صلح الحديبية ووضع في حسابه استجابة معاوية المؤقتة والغدر بعدها ، مضيفا الى السيد البدري يقارن بين موقف الامام امير المؤمنين والامام بقوله وها هو علي ع يرفض الملك حين يشترط عليه العمل بسيرة الشيخين وهاهو الحسن يسلم الملك ايضا بشرط عدم عمل الحاكم بسيرة الشيخين .
واكد الباحث د. صالح ان صلح الامام الحسن عليه السلام أشبه بعاصفة في الطريق المستقبلي لمعاوية وقلبت تصور معاوية على أنها نصرا له الى هزيمة وحاول بكل ما إستطاع أن يتخلص من هذا الصلح ، وتابع د. صالح الى أن الجنبة الأخرى هي التي يطرح فيها رأيه بحسب تخصصه مضيفا إن أفضل مايكشف عن شخصية الانسان ومواقفه كما يقولون هي اللغة التي يستخدمها وبحسب الدراسة التي قمت بها على بعض خطب الامام الحسن عليه السلام فإن الخطب اظهرت ثبات الامام على هدي جده المصطفى والدفاع عن منهج والده في مواجهة دهاء السلطة الاموية ( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
من جهته قال الباحث د. علي اليعقوبي خلال طرحه ورقته البحثية أنه سيتناول صلح الامام الحسن ع من الجانبين السياسي والقانوني وتابع أننا يمكن نستفيد من صلح الامام كحدث مهم في التاريخ الاسلامي لان الامام الحسن بويع كخليفة للمسلمين وبالتالي حصلت قضية مهمة وهي التنازل الى شخص آخر ، ولفت د.اليعقوبي الى أن الإمام الحسن طرح رؤية جديدة في الفكر السياسي والقانوني وهي فكرة التنازل المشروط عن الحكم بعد طرح معاوية لفكرة الصلح فكان طرح الامام هو قبوله بالصلح بشروطه لا بشروط معاوية ، مؤكدا أن الامام الحسن نجح في فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية وأثبت من خلال الصلح أن هناك مرجعية دينية تختلف عن مرجعية الخليفة( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
أما الباحث السيد حسين النوري فقال في بداية قراءة ورقته البحثية أنه أختار بحثا عن الشاعر العباسي عبد الله بن المعتز بن المتوكل لاسباب عديدة و أخذ من بن المعتز نصا يعمل فيه على تشويه صورة أهل الكوفة ، مستعرضا بعض نصوص الامويين والعباسيين التي تذم أهل العراق ، وختم السيد النوري مداخلته بالقول أن هذه النظرة العباسية السائدة عن أهل العراق لا زالت مستمرة الى الان.
وفي يوم السبت الموافق 23-1-2021 أنطلقت أعمال اليوم الثاني للمؤتمر التي ابتدأت بقراءة ايات من القرات الكريم بعدها القى الشيخ د.عدنان الشحماني كلمة الافتتاح التي قال فيها إن دورالإمام الحسن عليه السلام ( شكل محورا مهما ومفصليا في مرحلة التاسيس للامامة الوريثة للنبوة الخاتمة وهي مرحلة انتقال قيادة البشرية من النبي محمد ص الى الائمة المعصومين ع). مضيفا ان ابليس إمام الخط المنحرف بالمقابل مهد لمواجهة هذا المشروع الالهي من خلال ايجاد قاعدة صلبة منحرفة .
موضحا ان الامام الحسن عليه السلام كان له النصيب الاوفر من التشويه اعتقادا منهم ان وأد مرحلته هو وأد لمشروع الامامة .وبين الشحماني ان الخط المنحرف نجح في تغييب الحقيقة وتحويلها الى مرحلة مشوهة مليئة بالخيانة والاكاذيب مردفا ان السيد سامي البدري انبرى ليقدم رؤية جديدة لامست الحقيقة الى حد كبير جدا ورد أهم الاشكالات ودفع معظم الشبهات .
وتابع الشحماني انه كما ان للباحثين والكتاب والمفكرين سهم في هذا المؤتمر يجب كذلك ان يكون للشعراء نصيب منه وهم صناع الكلمة والصورة المعبرة التي تلامس وجدان المتلقي ( نص التسجيل للكلمة في صفحة فيديو ) .
بعدها القى السيد سامي البدري محاضرة على مجموعة من الشعراء الذين وفدوا من اغلب محافظات العراق وتنوعوا بين شاعر شاب وشاعر محترف وكان الهدف من عقد هذا اللقاء والقاء المحاضرة هو إثراء الشعراء بمعلومات عن القراءة الجديدة لصلح الامام الحسن وبعض جوانب حياته الشريفة بغية التحضير لعقد مهرجانات شعرية عنه عليه السلام في المستقبل القريب .
السيد البدري قال خلال المحاضرة أن هناك في الامة طلائع يتقدمونها العلماء والشعراء حيث ينظم الشاعر الفكرة ممزوجة بالعاطفة فيدخل القلب اما العالم فيقدم افكارا بدليل ويحاول ان يقنع العقل وقد لايستطيع ، وتابع السيد البدري أن كوفان الاولى كانت مركز الدنيا وكوفان الاخيرة كذلك ستكون مركز الدنيا اذا ظهر الامام الحجة عليه السلام ، السيد البدري لفت الى أن وظيفة الائمة عليهم السلام بحسب النص القراني هي بقوله تعالى فإن يكفر بها هؤلاء ( ويقصد بهم قريش) فقد وكلنا بها قوما ليس بها بكافرين اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ويعني بهم الائمة صلوات الله عليهم ، مردفا اننا يمكن ان نستفيد من هذه الاية بأن هناك كفران كفر بالتنزيل وكفر بالتأويل ، وأكد السيد البدري أن مشروع الامامة هو مشروع علي عليه السلام لإحياء سنة النبي صلوات الله عليه وهو المؤسس بعد رسول الله وأن الامام علي نجح في هذا المشروع في الكوفة وتبنت الكوفة مشروعه وأخذت تصدر مشروعه.
وفي ختام الجلسة القى الشيخ كلمة الختام التي قال فيها أن مؤتمر الامام الحسن حرك فكرة الولوج الى قضية الامام الحسن عليه السلام بشكل جديد وفتح ابواب لمؤتمرات وندوات اخرى ، الشحماني أكد ان المركز سيقوم خلال الفترة المقبلة بإقامة مهرجانات شعرية للامام الحسن عليه لكن المطلوب من الشاعر أن يطرح خلال قصيدته ماتعلمه وسيتعلمه من طروحات جديدة تخص هذا الموضوع وأن يغادر فكرة غدر اهل الكوفة وخيانة الامام وغيرها من الافكار التي زرعها الاعلام الاموي المضلل ، ووجه الشحماني سؤالا الى الحاضرين عن مدى ايمانهم بعصمة امير المؤمنين عليه السلام منطلقا من الاجابة اليقينية بعصمته الى القطع بأن اختياره للكوفة عاصمة له والانتقال الى العراق لم يكن الا اختيارا الهيا ، متابعا أنه لو كان هناك أنصار لأمير المؤمنين أفضل من العراقيين لوجب عليه نقل عاصمته اليهم وليس الى العراق وهذا منطق العقل والمسؤولية الدينية.