نص الورقة البحثية التي قدمها الاستاذ د. حامد الموسوي بعنوان (دور التعليم الاكاديمي في علاج مشكلة التطرف) في الندوة الحوارية التي اقامها مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام في بغداد بتاريخ 8-12-2017 :
بسم الله الرحمن الرحيم الاخوة الاعزاء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية نود ان نشكر السيد النائب عدنان الشحماني على هذه الدعوة الكريمة وكذلك نشكر معهد كاندد على الجهود الذي بذلها التي جاءت مهمة في وقتها وتاريخها ومكانها .
المحاضرة التي ساقدمها لحضراتكم هي عبارة عن ملخصات لندوات ولمؤتمر دولي عقد في بداية هذه السنة قبل تحرير الموصل لمعرفتنا ان التحرير وهزيمة داعش واقعة لامحالة . إن اساس هذا الفكر هو المشكلة وايديولوجيا داعش هي المشكلة والفقه الجهادي الذي اشار اليه الدكتور خالد الملا هو المشكلة ودور التعليم الاكاديمي في علاج هذه المشكلة فانعقد في بداية هذه السنة مؤتمر دولي كبير بخبرات دولية وبما ان المحاضرة قد القيت في عدة مؤتمرات دولية وكانت باللغة الانكليزية لذا استميحكم عذرا لانه لم يتح لي المجال ان اترجم بعضها الى العربية لكني ساحاول ايصال الفكرة لاباس ان نعطي نبذة مختصرة عن التعليم في العراق واسميته تطور التعليم في العراق كل من عاش في فترة السبعينات ف العراق حيث كان التعليم في العراق من افضل انظمة التعليم في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وقد ذكرت اليونسكو ذلك حيث اعلن العراق في عام 1976 خال من الامية فكان التعليم في الستينات والسبعينات وبداية الثمانينات من ارقى نظم التعليم في المنطقة ولكن في عام 1980 الى عام 2003 هذه الفترة التي مر بها العراق بثلاث حروب مدمرة وحصار شديد اضافة الى تفشي الفساد حيث اصبح النظام التعليمي متهرئا وفقد بريقه نتيجة للظروف الموضوعية وورثنا ذلك فكتبنا في عام 2009 استراتيجية للتعليم تمتد من عام 2011 الى هام 2020 وكنا نتمنى ان يصبح التعليم تحت السيطرة ونحصل على نتائج جيدة لكن للاسف كنا مازلنا نعيش فيما نستطيع تسميته بالفترة الانتقالية وفي 2014 ظهرت داعش ولذلك فلا زال التعليم في بلدنا يعاني الكثير ولكوني اختصاص في البايولوجي لذا فانا انظر الى المجتمع العراقي بعد 2003 مايطلق عليه (Conflict biosystem ) نتبجة العوامل الكثيرة اللاعبة في هذا النظام منها الحكومة بمختلف اجهزتها ولدينا الاعلام ولدينا عوامل اخرى مثل الاعلام المضاد للنظام السياسي في العراق فبحسب احصائية فان هناك اكثر من سبعمئة ساعة اعلام مضاد للعراق يوميا وهذه العوامل المتداخلة والمتصارعة والمتشابكة جعلت من نظامنا نظاما هشا وبحسب كتاب لابي بكر ناجي الموسوم بادارة التوحش ان مثل هذه البيئة الهشة سوف تنتج افرادا متطرفين ومتوحشين وارهابيين وجاذبة للتطرف والارهابيين، السؤال الان ماعلاقة التعليم بمحاربة داعش؟ وقد اعددت بحثا في عام 2016 لمستشارية الامن الوطني بعنوان تطور ونمو داعش وقد كتبته من زاوية بايلوجية وذكرت فيه باننا ان لم نعالج السبب في ظهور داعش فستخرج لنا تنظيمات اخرى بمسميات مختلفة وتكون اكثر خطورة واكثر شدة لاننا اذا نظرنا الى تطور هذه الحركات المتطرفة مثل القاعدة وجبهة النصرة واحرار الشام الى ان وصلنا الى داعش كل واحدة منها شبيهة بالفايروس فطبيا ان بعض الفايروسات تحدث لها طفرات كل اربع سنوات وتكون اكثر شدة فتتمكن هذه الحركات من تحصيل الاموال والتكنولوجيا ولهذا ان داعش لديها واحدة من ارقى المواقع الالكترونية اضافة الى ان نشرها للتسجيلات يكون بنوعية عالية ، داعش لازال يستخدم التعليم لنشر فكره لذا عثرت القوات الامنية بعد تحرير المناطق من داعش على مايسمى بالدواوين كديوان الحسبة وغيرها وكذلك هناك ديوان للتعليم فاستخدموا التعليم في الابتدائية فما فوق لنشر افكارها وخرجت على اثر ذلك عناصر راديكالية ومتطرفة سواء في المدارس الابتدائية او الجامعات . الكتب الموجودة لديهم والتي وجدت في جامعة الموصل هنالك كتابين يعتبران انجيل داعش الاول هو ادارة التوحش اما الكتاب الثاني الذي وجدناه هو كتاب فقه الجهاد فهذان الكتابان يعطيان المبرر الشرعي والفقهي لكل مايقومون به من اعمال فلم يات عملهم من فراغ فهناك اساس فقهي واضح في تراثنا الديني ، فهم يستخدمون كل مفردات الحرب في مناهج التعليم المختلفة كما هو واضح من الكتب الدراسية ابان احتلالهم لمناطق في العراق وخصوصا في المراحل الابتدائية وكل وسائل التعليم وطرقه التي تعتمد على الفكر الحر مرفوضة لديهم لانها بحسب فكرهم هي طرق من الغرب الكافر ولذا يجب العودة الى الطرق القديمة مثل الكتاتيب اضافة الى ذلك فلديهم عقائد متطرفة مثل عقيدة الولاء والبراء التي تبيح قتل الجميع حتى السنة غير المنتمين لداعش . واثناء مشاركتنا في المؤتمر الاخير بكندا خرجنا بعدة توصيات تخص معالجة الارهاب والتطرف وقد وافقت رئاسة الوزراء على تبني تلك التوصيات .
شكرا جزيلا لكم