نص الورقة البحثية التي قدمها د. هاشم محمد حسن عميد كلية الاعلام في جامعة بغداد بعنوان ( دور التربية الاتصالية في مكافحة الارهاب) في الندوة الحوارية التي اقامها مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام في بغداد بتاريخ 8-12-2017 :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسبب الوقت الممنوح لعرض الورقة فلايمكن ان اعرض كل مااريد طرحه ولذا ساطرح بعض النقاط الانتقائية ، وتمهيدا لذلك اقول اعجبني عنوان قرأته قبل ايام يقول (دعونا نتفلسف ) فلذا اقول دعونا نتفلسف ليس من أجل الفلسفة ولكن عندما يواجه الانسان والمجتمعات مشكلة فلابد ان نبدأ بالتأمل والرصد والتحليل وبعد ذلك نتخذ قرار لحلها ، قال الاستاذ جمعة عبد الله مطلك ان هناك دولة بلا ضمير وانا هنا اكمل واقول وهناك ضمير بلا دولة الشئ الثاني مهم جدا كنت قد حدثت المعلومات قبل اربع وعشرون ساعة من مراكز دولية وباحثين فوجدت ان الحل للتطرف هو التالي ان المشكلة لازلت قائمة وعنوانها الكبير( اريد حلا) وهل حلها عولمي ام هو حل خاص ، وكذلك هناك امر مهم اخر اردت ان اثيره وهو ما الذي نحتاجه نحن فلدينا مهرجانات ومؤتمرات واعلام ، وهنا اقول ان الصحافة العادية هي سباحة في النهر فلاتحتاج قوة كبيرة والى معدات كثيرة اما السباحة في البحر فتحتاج الى قوة اكبر ، فالمطلوب منا جميعا كباحثين وصحفيين ان نغوص في عمق المشكلة فالغواص يحتاج مهارة وادوات ، هل هذا الجيش من الصحفيين والباحثين مؤهلين ، عند سقوط النظام كنا ثلاثة الاف صحفي اما الان فلدينا جيش من حملة هوية نقابة الصحفيين بلغ اربعين الف ثلاثة ارباعهم لايوجد شك بعدم مهارتهم والربع الاخر مشكوك به .
ان البحث العلمي لايستقيم ولاتستقيم المعالجات بلا شفافية وبلا قانون حقيقي يمنح الحق في الحصول على المعلومة .
ومن المعالجات امامي تقرير وضعته وزارة الدفاع الامريكية عنوانه (أعد التفكير واتجه بعيدا) حيث عملت على وضع برنامج للدخول بصورة دورية على صفحات الدواعش في تويتر وتقول ريتا كاتز مديرة مجموعة سايت الاستخبارية في التقرير ان لعبة الدخول على مواقع داعش او استبدالها بقصص اخرى لفضحهم هي لعبة سخيفة وشاهد اخر في التقرير وهو هاني فريد أستاذ علوم الحواسيب في كلية دارتموث وكبير مستشاري مشروع مكافحة التطرف غير الهادف للربح يقول انا غير مقتنع بالعمل على الخطاب المضاد ولا اعتقد انه يسبب اي ضرر للاخرين ولا ارى اية ادلة تفيد في فعالية هذه المبادرات ، اذن هنالك جدل كبير في المعالجات وهنا اقول اننا بحاجة الى علم جديد لينظر في الاجرام والتطرف وهذا يستدعي مناهج جديدة ويستدعي صياغة مصطلحات جديدة .
هناك اسئلة مطروحة امامنا وعلى ارض الواقع منها هل نسعى لمحاربة العقيدة الدينية الشريرة بعقيدة دينية اخرى نعتقد انها بديل لها واين سيكون المجتمع المدني من هذا ، هذا أحد الاسئلة الكبرى التي طرحت في صحف بريطانية ؟
أعود للبحث الذي اعددته وهي ورقة سأقدمها لليونسكو واوكد هنا انه حتى المنظمات الددولية غير قادرة على ملاحقة الفكر المنهجي، وقد وضعت اليونسكو فلسفة لما تسمية دور التربية الاعلامية الرقمية ، انا لدي محاولة لدراسة منهجية فكر داعش .
الان وقد استكملنا التشريعات التي تخص الارهاب والتطرف وعرفنا مصادرهم ولم يعد هنالك جدوى من هذا السرد وانما ان نبحث على الحلول وانا وضعت الفرضية التالية وهي اننا لانحتاج الى تربية اعلامية بل نحتاج وفي ضوء التكنولوجيا الحديثة وثورة المعلومت الهائلة التي حدثت وكما قال كاتب فرنسي في احدى مقالاته لقد مات الاعلام اذن فاذا مات الاعلام فقد ظهر الاتصال فالاعلام بابسط تعريفاته هو نقل الحقائق بالكلمة او بالصور او بالرموز فلم يعد هنالك اعلام بل هناك دعاية ومن هنا فعلينا ان نفكر بالاتصال ولكن لماذا الاتصال ؟ اعتقد ان مشكلتنا منذ بدء الخليقة هي سوء الفهم الاتصالي ولذلك اقترح التالي ان تكون هناك دراسة للتربية الاتصالية وهذا يعني ان نعلم الاجيال بكاملها كيف يتعاملون مع الرسائل ليس فقط بالمعنى الاعلامي بل نفسيا وتعليميا وسايكولوجيا الخ… فالمطلوب وضع استراتيجيات كبرى من اجل ذلك.
ان لدينا حزمة كبيرة من نظريات الاعلام والاتصال كلها عبارة عن امتداد لنظريات اقتصادية واجتماعية وسايكولوجية وهي عبارة عن كيفية استخدام النماذج لتصبح نظريات في هذا المجال فمنها نظريات التأثير ونظريات علم النفس الاجتماعي وتفاعل الفرد مع الجماعة والتي تنتج العقل الجمعي .
والخلاصة اننا اكتشفنا من خلال دراساتنا الميدانية ان اكثر الناس الذين لديهم ميول عنفية وارهابية اما ان يكون كبير العائلة لسبب اقتصادي او الصغير الذي لايراقب او يحاسب على افعاله في العائلة واغلب الجرائم تتم في محيط المدن واكثر المجرمين الذين يقومون بهذه الافعال هم من الفاشلين دراسيا وبالنسبة للنساء الارهابيات فاكثرهن فشلن في تجربة الزواج ، اذن يااخوان فيجب ان يكون العمل في الميدان وليس غيره , شكرا جزيلا لكم.