الجزء الأول:
(صلح الامام الحسن عليه السلام بين الحقيقة والتضليل المتعمد) تحت هذ الشعار التأم شمل مجموعة من الباحثين والاكاديميين وعلماء من الحوزة العلمية الشريفة اضافة الى مجموعة من الشعراء تنوع حضورهم بين شاعر محترف معروف وشاعر هاو شاب ، لمناقشة قضية صلح الامام الحسن في اطار سلسلة من المؤتمرات السنوية التي سيقيمها مركز بغداد للدراسات وبناء السلام للرد على الشبهات التي أثيرت حول بعض مواقف الامام الحسن عليه السلام والبحث في مختلف جوانب حياته الشريفة.
هذا العام عقد المؤتمر بالتعاون مع مؤسسة تراث النجف الحضاري والديني التي يرأسها سماحة السيد سامي البدري ليومين متتالين وكان اختيار يوم الجمعة 22-1-2021 الموافق للثامن من شهر جمادى الاخر لتزامنه مع ذكرى عقد الامام الحسن للصلح كما أشار الى ذلك رئيس مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام الشيخ د.عدنان الشحماني في أحدى مداخلاته .
ابتدأت فعاليات اليوم الاول بقراءة آي من الذكر الحكيم بعدها أعتلى الشيخ عدنان الشحماني المنصة ليقرأ كلمته الافتتاحية والترحيبية التي قال فيها بعد الترحيب بالحاضرين إن أصعب مرحلتين مرت بها الإمامة هي مرحلتي الامام الحسن والامام زين العابدين صلوات الله عليهما لأن التأسيس كان صعبا في مرحلة الامام الحسن عليه السلام بإعتبار أن أمير المؤمنين وان كان هو الرائد لمفهوم الامامة الا انه كان معه لقب الخليفة فانصرفت اذهان الناس الى لقب الخليفة اكثر من انصرافهم الى لقب الامام وعملوا على تضييع مفهوم الامامة ، وكذلك فان مرحلة الامام زين العابدين كانت صعبة ايضا لان ذهاب الخمسة اصحاب الكساء ومايمتلكون من خصوصية القى بأعبائه على كاهل الامام زين العابدين ع ، وختم الشحماني بالقول انه كان هناك عملا متعمدا موجها ضد الامام الحسن ع لانه يمثل النقطة الفاصلة في قضية الامامة فاذا انتهى الحسن ع انتهى معه مفهوم الامامة ( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
الشيخ عدنان الشحماني خلال القاء كلمته في مؤتمر الامام الحسن
بعدها قدم الشيخ ستار الجيزاني ورقته البحثية التي بدأها بالقول انه عندما إستقرأ الاشكالات المطروحة على القراءة الجديدة لصلح الامام الحسن عليه السلام وجد انها ترجع الى جذر واحد وهو ان هذه القراءة تقف امام القراءات المشهورة وما الفته الاسماع بشأن قضية صلح الامام الحسن مؤكدا بعدما ساق الادلة على ان الشهرة المدعاة في قضية خذلان الامام الحسن غير متوفرة ، وتسائل الجيزاني عن الميزان الذي يجب به قراءة التاريخ مجيبا بأن الرجوع الى المعصومين عليهم السلام في ذلك هو أدق وافضل ميزان لقراءة التاريخ ( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
الشيخ ستار الجيزاني
ثم قدم الاستاذ الدكتور عمار عبودي نصار ورقته البحثية التي اشار فيها الى أن اكثر الائمة الذي ظلمهم التاريخ هو الامام الحسن عليه السلام مضيفا ان الامام الحسن تعرض لظلامتين الظلامة الاولى في العصر الاموي بإعتباره ندا لمعاوية والظلامة الثانية في العصر العباسي عندما وظف العباسيون هذا الصلح باعتباره حالة سلبية تسجل على الامام الحسن عليه السلام وبعد ذلك سحب الشرعية من التيار الحسني الذي كان نشطا في بداية خلافة ابو جعفر المنصور، مختتما ورقته البحثية بالتأكيد على أننا بحاجة الى عملية انتقاء حقيقية للنصوص واعداد جيل من الخطباء يعرف كيف يبحث وينتقي الروايات ( نص التسجيل في صفحة فيديو ) .
الاستاذ عبد الجواد الحسيني أشار خلال تقديم ورقته البحثية في المؤتمر الى أن التفسير المشهور بني على نقطتين الاولى هي الامام الحسن ع كان مضطرا للصلح وهذا الاضطرار كان بسب القصور في جيش الامام الحسن ع وبما ان جيش الامام ع مكون من العراقيين وبالتالي تعود السلبية الى المجتمع العراقي متابعا أن النقطة الاخرى التي دفعت الامام الحسن للصلح وهي التي اشار اليها سماحة الفيلسوف الكبير السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) وخلاصة رأيه ان المجتمع الكوفي كان مجتمعا شاكا بعقيدته وبالتالي لم يتمكن الامام الحسن من الاعتماد على هكذا مجتمع . وقدم الباحث الحسيني الادلة التي تؤكد أن المجتمع العراقي والكوفي لم يكن ذلك المجتمع الشاك بعقيدته كما ان الصلح ليس حلا لازالة هذا الشك ان كان موجودا، مؤكدا أن المجتمع الكوفي كان مجتمعا ذا بصيرة من امره كما عبر عن ذلك مالك الاشتر رض( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
من جهته قال الشيخ لطيف الخفاجي في ورقته البحثية أن الاختلاف والتعارض في روايات السيرة والتاريخ عند المسلمين هو أمر متسالم عليه ، واضاف الخفاجي ان روايات السيرة والتاريخ ابتليت ايضا بعوامل الخوف والقمع والكيد ، الخفاجي تابع أن صلح الامام الحسن عليه السلام الذي شابه به صلح جده رسول الله ص مع قريش والذي كان بحق فتحا اسلاميا مبينا فات على بعضهم ادراكه وفهم ابعاده كما فات على اخرين ادراك وفهم ابعاد صلح الامام الحسن عليه السلام ، مبينا أن هناك تصورا خاطئا بأن العلاج الوحيد للمشكلة بين الامام الحسن ومعاوية هي الحرب فقط ولامكان فيها للسلم لان السلم ليس حلا لهذه المشكلة وهذا التصور لايختلف عن تصور البعض لصلح رسول الله ص في الحديبية ( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
اما الباحث د.عبد اللطيف الطائي فقال في ورقته البحثية أن السواد الأعظم من أهل الكوفة الكوفة كانوا موالين لأمير المؤمنين والحسن عليهما السلام وانصارا لهما ، مردفا أن معاوية كان في تلك الفترة يترنح بين المطرقة والسندان مطرقة الخوارج الذين يريدون اغتياله وسندان الروم الذين يريدون اسقاط حكمه ومن هنا طلب معاوية الصلح مع الامام الحسن ليخرج من عنق الزجاجة ( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
السيد سامي البدري
بعدها أنبرى سماحة السيد سامي البدري للتعليق على الاوراق البحثية التي طرحت حيث قال ان ماذكره الباحث د.عبد اللطيف الطائي من ان الحسن احب الى اهل العراق من علي ع ليس بصحيح وأنما كذبة لأنهم يريدون أن يقولوا ان الامام أمير أشعل الحروب بينما الحسن هو من صالح وعهده عهد سلام واوقف الحروب وتابع ان قول الباحث الطائي ان الحسن ع اراد ان يتفرغ لمحاربة الارهاب الداخلي المتمثل بالخوارج وهذا ليس بصحيح لان الحسن ع سلم الملك السياسي لمعاوية لتحقيق امور اولها معالجة الانشقاق واثاره السلبية على الامة وتكوين دولة قوية ( نص التسجيل في صفحة فيديو ).
يتبع ………
Post Views: 1٬543