قال رئيس مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام الشيخ عدنان الشحماني ان مركز بغداد الدولي حرص على نوفير اول فرصة للحوار لنادي بغداد السياسي الذي هو مبادرة دولية مستقلة لتمكين السياسيين والباحثين وصناع القرار من الولوج الى نقاشات متعددة الأطراف حول مستقبل الشرق الأوسط السياسي مضيفا خلال كلمته التي القاها في مؤتمر بغداد الاول الذي عقد في بغداد بتاريخ 18-1-2019 ان هذا الاجتماع يعدَ اول اجتماع له بحضور ومشاركة دولية وإقليمية ومحلية على مستوى عال من الخبراء والباحثين والسياسيين وصناع القرار و دعا الشحماني في كلمته المراكز البحثية الدولية والخبراء والباحثين للمشاركة في نادي بغداد السياسي الى أن يكونوا شركاء فاعلين فيه وليؤسسوا من خلاله إلى مرحلة جديدة يتسع فضاؤها للجميع على طاولة الحوار المتوازن متابعا ان كل هذا سيوفر فرصته مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام والذي سيلتزم فيه بحياديةٍ وموضوعيةٍ وسيوفر فرص عديدة للحوار الجاد والموضوعي.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة الحضور مع حفظ الالقاب السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته…
العراق وجواره عوامل التهديد والاستقرار ، هو عنوان لمؤتمر نبحث فيه عوامل التهديد والاستقرار للعراق وجواره .
وربما يطرح تساؤل مفاده لماذا الحضور الدولي إذا كنا نبحث فقط موضوع عوامل تهديد واستقرار العراق وجواره ؟
هذا التساؤل سيكون مدخلاً جيداً لافتتاح مؤتمرنا هذا ، وأيضا للإعلان عن نادي بغداد السياسي الذي نأمل من خلال دعمكم ومشاركتكم ان نلجَ إلى مرحلة جديدة آن أوانها للمنطقة .
إما بالنسبة للحضور والمشاركة الدولية ، نحن نؤمن ان العالم متداخل المصالح إلى حدٍ لا يمكن تصور انفكاكها ، وإن هذه المصالح تشكلت بموجبها التحالفات الإقليمية والدولية التي وصلت إلى عقد اتفاقيات الدفاع المشترك بين الدول ، ولم تعد هنالك أي دولة من دول هذا العالم المترامي الأطراف لاتتأثر بها ، أو يمكن أن تتحرك بمعزلٍ عنها، كما أنها تشكل عوامل ضغط سياسي واقتصادي وامني ، ومن هنا تأتي أهمية التأكيد على الحضور والمشاركة الدولية.
وبتعبير أدق ، فأنه لايمكن التعامل مع أي دولة من دول جوار العراق بمعزل عن حلفائها الدوليين والاقليميين ، حيث لاتوجد دولة من دول العالم الا ولها حلفاء اقليميين ودوليين وتربطهم مصالح مشتركة تتأثر مع تأثر أي طرف من اطرافها ، وهذا من الأمور الطبيعية والمنطقية التي تفرضها التحديات والمصالح.
لذلك حرصنا ان نوفر اول فرصة للحوار لنادي بغداد السياسي الذي هو مبادرة دولية مستقلة لتمكين السياسيين والباحثين وصناع القرار من الولوج الى نقاشات متعددة الأطراف حول مستقبل الشرق الأوسط السياسي ، والذي بادرنا بتأسيسه عام 2018 ، ويعدَ هذا اول اجتماع له بحضور ومشاركة دولية وإقليمية ومحلية على مستوى عال من الخبراء والباحثين والسياسيين وصناع القرار.
كما ان لي الشرف بدعوتكم سيداتي وسادتي للمشاركة في نادي بغداد السياسي، لتكونوا شركاء فاعلين فيه ، ولنؤسس من خلاله إلى مرحلة جديدة يتسع فضاؤها للجميع على طاولة الحوار المتوازن الذي سيوفر فرصته مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام ، والذي سيلتزم فيه بحياديةٍ وموضوعيةٍ ، وسيوفر فرص عديدة للحوار الجاد والموضوعي الذي ليس فيه إقصاء أو إلغاء جهة على حساب جهة ، أو محور على حساب محور، أو دولة على حساب دولة أخرى حتى تترسخ القناعات التي تنقل المنطقة إلى الحلول العملية ، وهذا هو الهدف النهائي للحوارات والدراسات والبحوث ، لذلك علينا ان نقدم رؤى وافكار مستلة من ارض الواقع لصانع القرار ليتخذها سبيلاً ان شاء الله لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ، واللذان هما مقدمة ضرورية لإعادة تشكل المستقبل السياسي لمنطقة الشرق الأوسط .
سيداتي وسادتي …..
اسمحوا لي ان ابدأ من العراق وجواره .
ان العراق مر بمرحلتين ، مرحلة ماقبل التغيير في عام 2003 هذه المرحلة خلقت حروباً عبثية ومغامرات سياسية ولدت قلقاً وهواجساً لدى دول جوار العراق وامتدت لتصل إلى تهديد المصالح الاقليمية والدولية ، مما استدعى تدخلا دوليا لتغيير النظام السياسي في العراق .
كما ان تغيير عام 2003 خلق أيضاً هواجساً جديدة لجوار العراق والمنطقة ونحن نتفهمها باعتبار ان هذا التغيير حصل بارادة وإدارة دولية وبشكلٍ مباشر، وجرت الأحداث فيه بشكل متسارع لم تسمح لصانع القرار العراقي من معرفة ومعالجة هذه الهواجس والمخاوف بعمق ، وإعطاء دول الجوار ضمانات حقيقية بعد فهم وتفهم ماهو مشروع منها ، مما جعل الأمور تذهب باتجاه التصعيد وساهم في هذا التعقيد والتصعيد عدم وضوح وعدم إفصاح دول جوار العراق والعالم عن مخاوفهم الحقيقية وطموحاتهم المشروعة بشكل واضح وصريح مبني على تواصل المتخصصين لتأسيس شراكة في تبادل المصالح والتعاون المشترك التي تؤسس لإستقرار المنطقة بعد معالجة عوامل التهديد وصولا للاستقرار، وقد آن الأوان ان نسعى له من خلال نخبة من الباحثيين والمتخصصين لتقديم رؤى وافكار ومشاريع من شانها مساعدة صانع القرار بوضوحها وموضوعيتها في اتخاذ قرارات تنسجم ومصلحة المنطقة والعالم وتؤَسَس إلى السلام الذي باتت منطقتنا بأمس الحاجة اليه .
شكرا لحضوركم ولمشاركتكم جميعاً دوليين وإقليميين ومحليين ، ويجب علي ان اشكر شركائنا في نادي بغداد السياسي والذين لولا جهودهم ماكان يعقد هذا المؤتمر ، خصوصاً صديقي المستشار دانيال گرلاخ رئيس مؤسسة كاندد وصديقي الأستاذ علاء البهادلي رئيس الجمعية الاوربية لتعارف الاديان شكرا لكم جميعا لتحمل اعباء السفر والحضور والمشاركة.
إن ثقتكم ومشاركتكم شجعتنا على الاستمرار لاننا شعرنا باننا لسنا وحدنا بل لنا شركاء فاعلين ومؤثرين مثلكم ، شكرا لكم جميعا ، وعليَ ان اشكر السيدات والسادة الحضور من صناع القرار والباحثين والسياسين العراقيين لدعمهم ومشاركتهم .
سيداتي وسادتي…
كذلك مشاركتكم مهمة جدا لانكم اهم اركان الحوار والقرار ، وان حضوركم أعطى رسالة طيبة للعالم مفادها أنكم مع الحوار ومع الولوج إلى المرحلة الجديدة التي تمر بها منطقتنا ومؤمنون بها ، ولسان حالكم يقول للسادة الحضور والمشاركين دوليين وإقليمين رسميين وغير رسميين أهلا بكم في بغداد السلام والحوار .. بغداد مدينة التنوع ومدينة السياسة والتصوف .. بغداد التي تتزين بالمساجد والكنائس والمعابد .. بغداد التي تحتضن مختلف الاديان والمعتقدات والثقافات والمشارب الفكرية والفلسفية والادبية المختلفة .. بغداد النابضة بالحياة . شكرا لكم جميعا