بمناسبة مرور عشرين عاما على استشهاد السيد محمد محمد صادق الصدر (قده)، استضافت مؤسسة الابرار الاسلامية يوم الخميس 25 نيسان 2019 رئيس مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام الشيخ عدنان الشحماني لالقاء محاضرة تحت عنوان “الحياة والدين والمسؤولية”.
حيث ابتدأ الشيخ الشحماني محاضرته بشكر القائمين على هذا النشاط مستذكرا شهادة السيد الشهيد ونجليه (قده) وكذلك وفاة السيد نور الدين الاشكوري (ره).
ثم تحدث عن الشرفية التي تحظى بها الشهادة في سبيل الله مؤكدا ( ان اكرم من على الأرض هو المعصوم، فهو قيمة عليا ليس هناك ما هو اعلى منها. ولكن صاحب هذه القيمة العليا يعتبر الشهادة هي الكرامة. فعليك ان تتخيل كم هو موفق من ينال الشهادة). مضيفا ان الانسان يتحرك بطبيعته الجسدية المادية على قدميه، وكذلك فإن الانسان من الجهة المعنوية يتحرك ايضا بقدمين: معنوي ومادي. وعندما يبحث الانسان عن الكمال فهو يبحث عنه ليحقق ذاته فالذات هي عامل مهم في حياة الانسان. ولفت الشيخ الشحماني الى ان الانسان يحتار احيانا فلا يجد الرسالة تتحقق في مجال ما ، فينتقل من مجال الى مجال ومن موضوع الى آخر. ليحقق الهدف السماوي، ويحاول ان يشارك في اكثر من نشاط مؤكدا ان غياب الوعي الديني الحقيقي احد اسباب هذا التقلب.
وتسائل الشيخ الشحماني حول أسباب ضعف في الدين والايمان مع أن الامة فيها آلاف الخطباء والمبلغين والعلماء مجيبا بأن سبب ذلك هو غياب الانعكاس الحقيقي للايمان والاسلام في نفوس اغلبهم وغياب الفيض الالهي عن الكثير من الدعاة والمبلغين. .
متابعا أن (الايمان مخلوق كأي مخلوق آخر، وكل شيء يحتاج لجهد لاستنزاله لذا فهو يحتاج لجهد حقيقي من الانسان ليستنزله ولا يمكن ان تتصور الايمان بدون ان تبذل جهدا بل عليك ان تفرغ ضميرك ووجدانك للفيض الالهي لكي ينزل الايمان عليك، وبعد ذلك يفيض على الامة).
وإستشهد الشحماني بقول امير المؤمنين الامام علي عليه السلام: “ينحدر عني السيل ولا يرقى الي الطير” موضحا ان بعض العرفاء يقولون ان الايمان ينحدر من الامام علي ولا احد يرقى اليه احد. والنبي محمد (ص) يقول: “علي مني وأنا منه، وعلي نفسي”. فالسيل الذي ينحدر من محمد وعلي يفيض على الخلق.
مردفا ان هناك اوعية استوعبت هذا الفيض الالهي مثل الشهيد الصدر ولذا فانك تجد في كل حقبة علماء من خريجي المدرسة نفسها، ولكن بعضهم لا يترك اثرا على الامة اما السيد الشهيد فقد تميز في فعله وأثاره.
وشدد الشحماني على ان عدم وجود دعاة حقيقين يجسدون المسؤولة الدينية تجسيدا حقيقيا سيؤدي الى فقدان من يستطيع ان ينتج شيئا لنفسه او المجتمع.
مضيفا بأنه في حال فقدان هذه الشريحة المهمة في المجتمع فان ذلك سيؤدي الى خراب في هذا المجتمع.
لافتا الى ان المطلوب ان تنحرف الامة عن مسارها العقائدي وان تبتعد الامة عن المسار الالهي. وقال الشحماني ان من اعظم كلمات الشهيد محمد الصدرهي قوله ( أن المعيار الحقيقي لاتباع القيادة أية قيادة هو خدمة المجتمع، سواء كان من داخل الحوزة او من خارجها سواء كان متدين او غير متدين) و حين تنظر سيرة الانبياء والصالحين ترى أن خدمة المجتمع ضرورية للايمان ومن هنا نستطيع ان نختزل ونقول: الدين هو المسؤولية وهو الحياة.
وبين الشحماني ان الشهيد الصدر كان يقول ان ( مشكلتنا في الحوزة ان المرجع ياتي ويهدم مابناه من قبله). إن فهم الدين مشكلة كبرى نواجهها، والاخطر ان تتشكل لدى الناس قناعات ضد الدين. وعندما يكون كل من يتصدى للهوية الدينية مخربا، فان هؤلاء جميعا يتحولون ضد الدين. هذا هو اساس المشكلة في العراق.