ابتدأت كلمة رئيس مجلس الوزراء د.عادل المهدي بتوجيه الشكر الى مركز بغداد الدولي على الدعوة التي وجهها اليه وتمنياته بالتوفيق له في عمله وتابع عبد المهدي في الكلمة التي القاها نيابة عنه د.باسم شريف عضو مركز بغداد الدولي في افتتاح مؤتمر بغداد الاول أن العراق اجتاز مرحلة معقدة ليس في محاربة الارهاب وداعش فحسب، بل في المضي قدماً لترسيخ مؤسساته واسس نظامه الديمقراطي التعددي الاتحادي ايضاً مشددا على أن التعرف على مجموع العوامل الداخلية الايجابية والسلبية هو جزء مهم من هذه المهمة المعقدة ، وان التأكيد على كلمة التعددية هي نقطة مركزية لفهم العلاقات المتبادلة سواء بين داخلنا وجوارنا من جهة وبين العوامل الايجابية والسلبية من جهة اخرى .
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
ايها المؤتمرون الاعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر دعوتكم الكريمة ، ويشرفني المساهمة معكم في المؤتمر الذي اتخذتم عنوانه “العراق وجواره.. عوامل التهديد والاستقرار” ، الذي يقيمه “مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام” ، واتمنى لكم النجاح والتوفيق في عملكم المبارك.
فالعراق اجتاز مرحلة معقدة ليس في محاربة الارهاب وداعش فحسب، بل في المضي قدماً لترسيخ مؤسساته واسس نظامه الديمقراطي التعددي الاتحادي ايضاً.
ولتحقيق ذلك فان حسن التعرف على مجموع العوامل الداخلية الايجابية والسلبية هو جزء مهم من هذه المهمة المعقدة ، وان تأكيدنا على كلمة التعددية هي نقطة مركزية لفهم العلاقات المتبادلة سواء بين داخلنا وجوارنا من جهة وبين العوامل الايجابية والسلبية من جهة اخرى.
فالتعددية العراقية صنعها تاريخ طويل ، حيث لعب العراق دوراً محورياً في المنطقة، فالعراق ارض استيطان وصناعة حضارات راقية ومؤسسة ، لكنه ايضاً أرض إستقبال هجرات إستقرت في هذه البلاد لتنقل معها واليها الكثير من تعدد الاديان والقوميات والمذاهب والثقافات والمعارف ، وبسرعة نستطيع تلمس ان التعددية العراقية هي جزء من امتداد العراق مع جواره ، وإن جواره بانتماءاتهم المختلفة لهم بالضرورة امتدادات داخل العراق تؤثر فيه وتتاثر به.
ايها الحفل الكريم..
ارجو أن يتناول مؤتمركم الموقر هذه الاشكالية ليخرج برؤى ومتبنيات تعزز المشتركات والعوامل الايجابية الداخلية ومع الجوار، وتقف ضد السلبيات وعوامل التمزق والخلاف ، فعندما تلتقي المكونات العراقية في ظل نظام ديمقراطي اتحادي تعددي فانها لا تحرك العوامل المشتركة بينها فقط، بل تساهم ايضاً بإرساء علاقات ايجابية تخدم العراق كما تخدم دول الجوار، فالتنوع والتعددية قد يستغله البعض ويحوله الى خلافات وانشقاقات وتخندقات تهدد السلم الاهلي ، كما تهدد عملية التقدم والاعمار والتنمية ، فإن نمت هذه الإتجاهات سواء بسبب الجهل وضيق الافق ، أو بسبب استغلال اعداء البلاد كما حصل في المراحل الاستعمارية، فستؤسس لنفسها منطق الكراهية والعداء والحرب والارهاب التي دمرت البلاد ، ولدينا شواهد كثيرة عن المخاطر والمآلات السلبية والقاتلة التي قادت اليها هذه الثقافات او التوجهات .
على العكس إن فهمت التعددية والتنوع كمكونات طبيعية تمتلك كل مقومات التعايش والعيش المشترك لانها نمت خلال فترات طويلة وفي ظل ولادات تاريخية امتلكت شرعياتها التي تجعلها مكونات اصيلة متكاملة بعضها مع البعض الاخر، ليس في الداخل العراقي فقط، بل في اطار الفضاء الاقليمي، لتصبح التعددية العراقية خير جامع لتلازم المتضادات الاقليمية في وحدة متكاملة منسجمة تكمل بعضها البعض الاخر وغير متصادمة كما اراد ويريد انصار التيارات الضيقة والقوى المعادية .
واعتقد ان هذا محور مهم سيثريه مؤتمركم والذي منه يمكن الانطلاق لمناقشة بقية القضايا السياسية والاقتصادية والامنية والفكرية، والقضايا الجارية التي نعاني منها بما يخدم شعبنا وبلدنا تماماً كما يخدم جوارنا وبقية شعوبنا ومنطقتنا.
مرة اخرى اتمنى لكم كل توفيق ونجاح شاكراً دعوتكم الكريمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عادل عبد المهدي
١٧/١/٢٠١٩