إستكمالا لشتاء حافل بالامطار في بغداد هذا العام أمطرت سماؤها يوم الخميس 17-1-2019 ضيوفا من مختلف المشارب والمذاهب يمموا وجوههم صوب بغداد فانبتوا حوارات ورؤى سرعان ما استوت على سوقها لتعلن ان بغداد الحضارة والفكر عادت لتحتفي بالحوارات والاراء أيا كان اتجاهها ومهما كان لونها ، ضيوف بغداد حضروا تلبية لدعوة من مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام وبالتعاون مع مركز كاندد الالماني والجمعية الاوربية لتعارف الاديان للمشاركة في المؤتمر الأول الذي يعقده نادي بغداد السياسي في بغداد يومي 18-19/كانون الثاني /2019 تحت عنوان ( العراق وجواره عوامل التهديد والاستقرار) .
أفتتحت أعمال اليوم الاول من المؤتمر في فندق الرشيد بحضور عدد من سفراء البعثات الديبلوماسية في العراق وسياسيين من السلطتين التنفيذية والتشريعية والباحثين المشاركين في المؤتمر وشخصيات اكاديمية وعلمية عراقية ، حيث أستهلت بتلاوة ايات من القران الكريم ، بعدها القى الشيخ عدنان الشحماني رئيس مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام كلمة الافتتاح التي أبتدأها بالترحيب بضيوف المؤتمر بعدها أجاب عن تساؤل وصفه بالمدخل الجيد لافتتاح المؤتمر يتمحور حول السبب في ا الحضور الدولي إذا كان المؤتمر يبحث موضوع (عوامل تهديد واستقرار العراق وجواره) فقط ، مجيبا بأن العالم متداخل المصالح إلى حدٍ لا يمكن تصور انفكاكها ، وإن هذه المصالح تشكلت بموجبها التحالفات الإقليمية والدولية ولم تعد هنالك أي دولة من دول هذا العالم المترامي الأطراف لاتتأثر بها ومن هنا تأتي أهمية التأكيد على الحضور والمشاركة الدولية
و أضاف الشحماني بأن مركز بغداد لدولي للدراسات وشركاءه حرصوا على ان يوفروا اول فرصة للحوار لنادي بغداد السياسي موضحا ان النادي هو مبادرة دولية مستقلة لتمكين السياسيين والباحثين وصناع القرار من الولوج الى نقاشات متعددة الأطراف حول مستقبل الشرق الأوسط السياسي ودعا الضيوف الى المشاركة الفاعلة في نادي بغداد السياسي للتأسيس الى مرحلة جديدة يتسع فضاؤها للجميع على طاولة الحوار المتوازن الذي سيوفر فرصته مركز بغداد الدولي للدراسات وبناء السلام .
وتابع الشيخ الشحماني ان تغيير عام 2003 خلق أيضاً هواجساً جديدة لجوار العراق والمنطقة وان الأحداث جرت فيه بشكل متسارع حتى انها لم تسمح لصانع القرار العراقي من معرفة ومعالجة هذه الهواجس والمخاوف بعمق ، وإعطاء دول الجوار ضمانات حقيقية بعد فهم وتفهم ماهو مشروع منها ، مما جعل الأمور تذهب باتجاه التصعيد وساهم في هذا التعقيد والتصعيد عدم وضوح وعدم إفصاح دول جوار العراق والعالم عن مخاوفهم الحقيقية وطموحاتهم المشروعة بشكل واضح وصريح مبني على تواصل المتخصصين لتأسيس شراكة في تبادل المصالح والتعاون المشترك التي تؤسس لإستقرار المنطقة بعد معالجة عوامل التهديد وصولا للاستقرار، مبينا أن الأوان قد آن للسعي من خلال نخبة من الباحثيين والمتخصصين لتقديم رؤى وافكار ومشاريع من شانها مساعدة صانع القرار بوضوحها وموضوعيتها في اتخاذ قرارات تنسجم ومصلحة المنطقة والعالم وتؤَسَس إلى السلام الذي باتت منطقتنا بأمس الحاجة اليه .
و شكر الشحماني خلال كلمته الحضور والمشاركين دوليين وإقليميين ومحليين ، مردفا انه من الواجب شكر الشركاء ( في نادي بغداد السياسي والذين لولا جهودهم ماكان يعقد هذا المؤتمر ، خصوصاً المستشار دانيال گرلاخ رئيس مؤسسة كاندد و الأستاذ علاء البهادلي رئيس الجمعية الاوربية لتعارف الاديان).
وفي ختام الكلمة شكر السياسيين واعضاء مجلس النواب الحاضرين في المؤتمر واصفا اياهم بـ (اهم اركان الحوار والقرار) ، مشيرا الى ان حضورهم أعطى رسالة طيبة للعالم مفادها أنهمم مع الحوار ومع الولوج إلى المرحلة الجديدة التي تمر بها منطقتنا
بعدها قرأ د.باسم شريف عضو مركز بغداد الدولي كلمة رئيس الوزراء د. عادل عبد المهدي التي ابتدأها بتوجيه الشكر الى مركز بغداد الدولي لدعوته للمشاركة في المؤتمر متمنيا له النجاح والتوفيق، مردفا ان (العراق اجتاز مرحلة معقدة ليس في محاربة الارهاب وداعش فحسب، بل في المضي قدماً لترسيخ مؤسساته واسس نظامه الديمقراطي التعددي الاتحادي ايضاً ولتحقيق ذلك فان حسن التعرف على مجموع العوامل الداخلية الايجابية والسلبية هو جزء مهم من هذه المهمة المعقدة ، وان تأكيدنا على كلمة التعددية هي نقطة مركزية لفهم العلاقات المتبادلة سواء بين داخلنا وجوارنا من جهة وبين العوامل الايجابية والسلبية من جهة اخرى).
وطالب د.عبد المهدي المؤتمرين أن يخرجوا برؤى ومتبنيات تعزز المشتركات والعوامل الايجابية الداخلية ومع الجوار، وتقف ضد السلبيات وعوامل التمزق والخلاف ، معللا ذلك بان المكونات العراقية عندما تلتقي في ظل نظام ديمقراطي اتحادي تعددي فانها لا تحرك العوامل المشتركة بينها فقط، بل تساهم ايضاً بإرساء علاقات ايجابية تخدم العراق كما تخدم دول الجوار.
واعتبر عبد المهدي أن التعددية العراقية هي خير جامع لتلازم المتضادات الاقليمية في وحدة متكاملة منسجمة تكمل بعضها البعض الاخر وغير متصادمة كما اراد ويريد انصار التيارات الضيقة والقوى المعادية.
وفي ختام كلمته كرر شكره العميق لدعوته للمؤتمر وتمنياته له بالنجاج والتوفيق
ثم القى المستشار دانيال كيرلاخ رئيس مؤسسة كاندد الالمانية كلمة شكر في بدايتها رئيس مركز بغداد الدولي الشيخ عدنان الشحماني على عقد هذا المؤتمر كما وجه شكره للباحثين والاكاديميين المشاركين في المؤتمر للحضور من سياسييين وشخصيات اكاديمية .
وبين المستشار كيرلاخ أهمية مراكز الدراسات في تزويد صناع القرار بالخطوات العلمية التي يجب سلوكها لاتاذ قرارات سياسية او امنية او اقتصادية مناسبة مؤكدا ان مراكز البحوث تساهم ايضا في تعزيز اواصر العلاقة بين الحكومات والشعوب وصولا الى احلال السلام في المنطقة والعالم
بعدها ابتدأت اعمال الجلسة الاولى التي رأسها المستشار دانيال كيرلاخ ومشاركة رئيس مركز بغداد الشيخ عدنان الشحماني و الباحث الفرنسي ميشال دوكلوس مدير الاكاديمية الدبلوماسية والخبير في معهد مونتيان والتي تمحورت حول التطورات والتحديات المحلية ودور العراق في المنطقة.
اعلن بعدها اختتام الجلسة لينتقل الباحثين بعدها الى دار ضيافة رئاسة الوزراء لاستكمال اعمال اليوم الاول والثاني للمؤتمر.
(زوروا موقعنا على اليوتيوب : https://www.youtube.com/channel/UCmCh8KMFYIogh3wAU_bHvOA?view_as=subscriber
للاستماع لجميع الكلمات التي القيت)